حثت ماليزيا اليوم الاثنين الدول الحائزة على الأسلحة النووية على التوقيع والتصديق الفوري على بروتوكول معاهدة منطقة جنوب شرق آسيا الخالية من الأسلحة النووية (سيانوافز) معتبرة إياه ركنا أساسيا للسلام الإقليمي وبناء الثقة المتبادلة والأمن طويل الأمد.وقال نائب رئيس الوزراء الماليزي فضيله يوسف في كلمة ألقاها خلال افتتاح الاجتماع السنوي ال12 لشبكة هيئات الرقابة على الطاقة الذرية في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيانتوم) إن "وجود منطقة خالية من الأسلحة النووية قوية وملزمة يعد أمرا حاسما للحفاظ على الاستقرار وضمان مستقبل المنطقة" مجددا التزام ماليزيا بمعاهدة (سيانوافز) كما حث الدول النووية على التوقيع والتصديق على البروتوكول دون تأخير.وأوضح يوسف الذي يشغل أيضا منصب وزير التحول في قطاع الطاقة والمياه أن الحكومة الماليزية تجري تقييما منظما لدراسة دور الطاقة النووية كخيار محتمل لتوفير كهرباء نظيفة ومستقرة وتنافسية ضمن مزيج الطاقة المستقبلي مبينا أن التقييم المتماشي مع الخطة التنموية الماليزية ال13 يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمنها على المدى الطويل بالاضافة الى خفض انبعاثات الكربون وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.وأعلن من جهة أخرى أن (إدارة الطاقة الذرية) الماليزية ستطلق نظام مراقبة المياه بالتحليل الطيفي لأشعة غاما (جي إس دبليو إم إس) ضمن الخطة الماليزية ال12 وهي تقنية تهدف إلى تعزيز قدرة البلاد على الكشف السريع والاستجابة لأي تهديدات إشعاعية في مصادر المياه مشددا على أن "نشر الطاقة النووية والتقنيات المتقدمة يجب أن تدعمها أطر تنظيمية قوية وبروتوكولات سلامة صارمة وتعاون دولي شفاف".وأضاف أن التعاون في إطار (آسيانتوم) ليس مجرد تعاون تقني بل هو تعاون استراتيجي يعكس المسؤولية المشتركة لضمان أن تخدم الطاقة الذرية التنمية المستدامة وتعزز الاستقرار الإقليمي وتكفل رفاهية الأجيال القادمة.يذكر أن معاهدة منطقة جنوب شرق آسيا الخالية من الأسلحة النووية (سيانوفز) المعروفة أيضا باسم (معاهدة بانكوك) تم توقيعها في 15 ديسمبر عام 1995 من قبل الدول الأعضاء في (آسيان) استنادا إلى إعلان كوالالمبور لعام 1971 الخاص بمنطقة السلام والحرية والحياد الذي أطلق فكرة إبعاد الأسلحة النووية والقوى العسكرية الكبرى عن المنطقة.وتهدف المعاهدة إلى حظر تطوير أو تصنيع أو حيازة أو اختبار أو نشر أو استخدام الأسلحة النووية داخل حدود جنوب شرق آسيا بما في ذلك أراضي الدول وأجوائها ومياهها الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخالصة.أما البروتوكول الملحق بها فيستهدف إلزام الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية وهي الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة باحترام المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وعدم استخدام أو التهديد باستخدام هذه الأسلحة ضد أي دولة عضو في (آسيان).ولم توقع أي من هذه الدول على البروتوكول بعد بسبب تحفظات تتعلق بحرية الملاحة والتفسيرات الجغرافية للمنطقة ضمن المعاهدة.