دان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجمات المتكررة التي تشنها قوات الدعم السريع على مخيمي (زمزم) و(أبوشوك) للنازحين في مدينة (الفاشر) بإقليم (دارفور) السوداني وأدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح.وأعرب المجلس في بيان صحفي مساء أمس الخميس عن بالغ القلق إزاء تقارير تفيد بأن "هجمات قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل 400 شخص على الأقل من بينهم أطفال وما لا يقل عن 11 عاملا في مجال الإغاثة".ودعا في هذا الصدد الى مساءلة قوات الدعم السريع عن هذه الهجمات مجددا مطالبته اياها بإنهاء حصار الفاشر والإيقاف الفوري للقتال وتهدئة التصعيد في المدينة وما حولها.وحث المجلس المكون من 15 عضوا أطراف الصراع على حماية المدنيين والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والوفاء بالقرار (2736) وتعهداتها بموجب إعلان جدة.وطالب جميع اطراف الصراع ايضا بحماية واحترام العاملين في المجال الإنساني ومنشآتهم وأرصدتهم بموجب التزاماتها وفق القانون الدولي داعيا إلى السماح بالوصول الإنساني الآمن ومن دون إعاقات إلى السودان وجميع أنحائه.وفي السياق ذاته أعرب مجلس الامن الدولي عن قلقه البالغ ازاء مرور عامين على اندلاع الصراع في السودان وأثره على الشعب السوداني والمنطقة داعيا أطراف الصراع إلى الانخراط في حوار سياسي للتوصل إلى إيقاف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة.وشجع المجلس اطراف الصراع على استغلال فرصة المحادثات غير المباشرة التي تقودها الأمم المتحدة للاتفاق على خطوات تحقق تلك الأهداف والعمل على مسار إنهاء الأزمة التي يشهدها السودان بشكل دائم.ودعا في هذا المجال كافة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى الى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار وأن تقوم بدلا من ذلك بدعم جهود التوصل إلى سلام دائم.وناشد مجلس الامن جميع أطراف الصراع الامتثال لالتزاماتها بشأن تدابير الحظر المفروض على الأسلحة وفقا لما هو منصوص عليه في قراره رقم (1556) الصادر عام 2004 والتي تم التأكيد عليها في القرار (2750) مشددا على التزامه القوي بسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه.يذكر ان مخيما (زمزم) و(أبو شوك) يعدان من أكبر مخيمات النازحين في (دارفور) حيث يؤويان أكثر من 700 ألف شخص فروا من النزاع المستمر منذ عام 2003 ويواجهون حاليا أوضاعا مأساوية في ظل استمرار الهجمات ونفاد المواد الغذائية وقصف مصادر المياه.