ناقش البنك الدولي اليوم الثلاثاء سبل توفير فرص عمل مستقرة للشباب من خلال بحث مجموعة من القضايا المرتبطة بالاقتصاد والاستثمار وريادة الأعمال.جاء ذلك ضمن جلسات اجتماعات الربيع للعام 2025 والتي ينظمها البنك مع صندوق النقد الدولي حيث تطرقت إحدى الفعاليات بعنوان "أحد التحديات الملحة والمعقدة في عصرنا: كيفية تحقيق الآمال والتطلعات للحصول على فرص عمل مستقرة للشباب الذين تتزايد أعدادهم بوتيرة سريعة في الدولة".ومن جانبه قال رئيس مجموعة البنك الدولي أجاي بانغا على الموقع الالكتروني للبنك إن الحاجة قائمة اليوم في الدول النامية لخلق وظائف "تضيف قيمة إضافية محلية وتكسر الانعزالية".وحث أجاي على أهمية دعم صغار المزارعين من خلال "السماح بحصولهم على سماد وحماية وأسواق أفضل فهذا يزيد من الإنتاجية" كما أكد أهمية التركيز على عنصري التدريب والمهارات بالنسبة للشباب.من جانبها شددت الرئيس السابق لجمهورية شيلي ميشيل باشيليت على أهمية "دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة فلابد للحكومات من تسهيل ذلك وتيسير كل ما يلزم ومعالجة انخفاض الإنتاجية وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية".وأشارت باشيليت إلى الوضع في أمريكا اللاتينية حيث إن "نسبة 70 بالمئة من الوظائف توجد في القطاعات غير الرسمية وثلاثة أرباع هذه الوظائف تعمل فيها النساء والرجال".بدورها ركزت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر رانيا المشاط على أهمية "استقرار الاقتصاد الكلي والإصلاحات الهيكلية التي تسمح بالمزيد من التنافسية والتحول الأخضر وتعزيز الاستراتيجية المرتبطة" من أجل خلق فرص تشغيل للشباب.وأبرزت المشاط تجربة مصر في مجال الطاقة المتجددة "فقد شجعنا القطاع الخاص على الاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص" مؤكدة أن هذه الإصلاحات فتحت المجال لخلق فرص عمل كبيرة للشباب ولتعزيز فرص الاستثمار كذلك.وتحدث رئيس سنغافورة ثارمان شانمو غاراتنام فرأى أن "عدم استغلال مواهب ومهارات المرأة وعدم تدريبها بشكل كاف يشكل خسارة كبيرة للاقتصاد العالمي والكثير من ذلك يحصل في الدول النامية ويطرح أيضا مشكلة في الدول المتقدمة".وأكد غاراتنام أهمية استغلال "الذكاء الاصطناعي للرفع من الإنتاجية وخلق إمكانات كبيرة في الدول النامية بمجال الزراعة".وبحسب البنك الدولي فإنه "مع بلوغ 2ر1 مليار شاب في الاقتصادات الصاعدة سن العمل خلال العقد المقبل والتوقع بأن يتم توفير نحو 420 مليون وظيفة فقط لم تكن هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول مستدامة وقابلة للتطبيق على نطاق واسع أكبر من أي وقت مضى" مقارنة مع ما هي عليه الآن حاليا.وانطلقت أمس الاثنين في العاصمة الأمريكية واشنطن اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في ظل ظرفية عالمية مشحونة بالتوترات التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مختلف دول العالم مطلع الشهر الجاري قبل أن يعلن بعد ذلك بأيام تعليق أغلبها لمدة 90 يوما.ويشارك في هذه الاجتماعات التي تعد مناسبة دولية كبيرة بمجالات الاقتصاد والتنمية وتبادل الخبرات وبحث فرص النهوض بالمجتمعات الفقيرة والهشة ممثلون عن القطاع الحكومي والمجتمع المدني وقطاع الأعمال من مختلف دول العالم من بينها دولة الكويت التي تمثلها وكيل وزارة المالية اسيل المنيفي.وتعد اجتماعات الربيع إلى جانب اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي مناسبة سنوية لصانعي السياسة والقرار والخبراء الدوليين لمناقشة أبرز الملفات العالمية والإقليمية.وعقدت اجتماعات الخريف السنوية الأخيرة أواخر أكتوبر الماضي في العاصمة واشنطن حيث ناقش المشاركون قضايا مختلفة تشمل الديون وتحقيق النمو وغيرها من مختلف التحديات العالمية.