دعا المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سالم المالك اليوم الاثنين إلى مضاعفة الجهود للحفاظ على التراث الثقافي مؤكدا أن التعاون الدولي هو "مفتاح استعادة الممتلكات المنهوبة".جاء ذلك في كلمة ألقاها المالك في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي حول دور هيئات الجمارك في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية الذي انطلقت أعماله بمقر (إيسيسكو) بالعاصمة المغربية (الرباط) بمشاركة وزراء ومسؤولين وخبراء في مجال حماية التراث الثقافي.وذكر المالك أن الإحصاءات تظهر أن أكثر من 80 بالمئة من القطع الأثرية المعروضة عالميا "مجهولة المصدر أو منهوبة" مشيرا إلى أن (إيسيسكو) بصدد العمل على إعداد استراتيجية شاملة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في العالم الإسلامي.وأوضح أن هذه الاستراتيجية تعتمد على تأهيل الكفاءات وربط قواعد البيانات واستثمار الذكاء الاصطناعي لرصد القطع الأثرية وتتبعها والحد من حركتها في الأسواق المشبوهة.من جانبه قال وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي المهدي بنسعيد في كلمته خلال المؤتمر إن شبكات الاتجار غير المشروع تستغل الثغرات القانونية وعدم استقرار بعض الدول والتقنيات المتطورة في مباشرة أعمالها الإجرامية مؤكدا أن المغرب يولي أهمية خاصة للموروث الثقافي الذي يعد "شهادة حية على التراث الإنساني".بدوره أشار مساعد رئيس الهيئة العامة للجمارك القطرية للشؤون الجمركية طلال الشيبي إلى "الدور المحوري" لسلطات الجمارك في مكافحة تهريب الممتلكات الثقافية والاتجار غير المشروع بها لافتا إلى أهمية التعاون الدولي بين المؤسسات المعنية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.ويهدف المؤتمر الذي تنظمه (إيسيسكو) بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية والهيئة العامة للجمارك القطرية وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة المغربية إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.وتستمر فعاليات المؤتمر ستة أيام يتم خلالها تنظيم مجموعة من الجلسات العلمية والتقنية حول المهارات الأساسية في حماية الممتلكات الثقافية ووسائل الجمارك التكنولوجية في التعامل مع الممتلكات الثقافية بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية في مجال تقنيات التوثيق الرقمي.